فوائد رمضانية / الفائدة السابعة

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة
المقصود هو النهي عن كل ما يصد عن الله أو يشغل العبد عن شهود مولاه، وخص هذه الأربعة، لأنها أمهات الخطايا ومنبع الغفلة والبلايا.
فالخمر فيه فساد العقل الذي هو محل الإيمان، وأسوأ أنواع الخمور وأعظمها ضررا خمر الغفلة، فشراب الغفلة يوجب البعد والحجب ويمنع شاربه من الوصول وهو أصل كل زلة وسبب كل ذِلة.
والميسر ( القمار) فيه فساد المال وفساد القلب بالعداوة والشحناء، وفساد الفكر لاستعماله في الهوى.
والأنصاب( كل ما نصب ليعبد من دون الله ) فيها فساد الدين الذي هو رأس المال.
والأزلام فيها الفضول والاطلاع على علم الغيب، الذي هو سر الربوبية، وهو موجب للمقت والهلاك.
( الأزلام قداح كان أحدهم إذا أراد سفراً أو غزواً أو تجارة أو نكاحا أو أمراً من عظائم الأمور ضرب بالقداح، وهي مكتوب على بعضها: نهاني ربى، وعلى بعضها: أمرنى ربى، وبعضها غفل فإن خرج الآمر مضى لغايته، ويأخذ حكم الأزلام ما يعرف اليوم بالأبراج )